الخميس، 2 فبراير 2012

التقرير 1: الصبيان في الشيَّاح وعين الرمَّانة يُولَعون بمُكافحة الحشرات

حافلة عين الرمانة يلوّح ركابها بأيديهم من النوافذ
وضعُوا على وجُوههم الكمَّامات، وحملُوا الرشَّاشات، وانخرَطُوا بحماسٍ في مُكافحة حَشَرات الحيِّ حتى قضَوا- في أيَّامٍ مَعدوداتٍ- على كلِّ حشَرةٍ زاحفةٍ أو طائرة.
ولقد بَلَغَ بالصبيان الولعُ باللعبة الجديدة أنَّ الواحد منهم- إذا استبدَّ به الضَّجرُ ولم يجدْ حشرةً يقتلُها- كان يعترضُ سبيلَ أحد الأهالي مُوجِّهاً نحوه ماسُورة الرشَّاشة الحشَريَّة، ويسأله بارتيابٍ:
_ ما اسمُك؟
يَعجَب الرجُل للسؤال. لكنَّه يُجيب مُتبسِّماً:
_ اسمي لبنان.
يتفرَّسُ فيه الصَّبيُّ مليَّاً- كأنَّه يعُدُّ أطرافه. ثم يسأله:
_ من أيَّة طائفةٍ من الحشرات أنت؟
يضحك لبنان. ثم يُجيبُه مُشاركاً إيَّاه في لُعبته:
_ من أيَّة طائفةٍ تحسبُني؟
فيسألُه الصبيُّ وهو يتعالى عليه صلَفاً:
_ ماذا تعمل؟
يقول لبنان وهو يتواضع للصبيِّ في تحبُّب:
_ في الأرض..
يصيح الصبيُّ وهو يُثبِّت على وجهه الكمامة، ويرفع الرشَّاشة:
_ فأنت إذاً دُودة!
يضحك الرجُل ويقول واجِداً في الوصف تعبيراً مُوفَّقاً عن استغلال ربِّ عملهِ له:
_ صدقتَ والله يا صبيُّ. ما أنا إلا دُودة قزٍّ.
في تلك اللحظة يترامى من بعيدٍ صوتُ صبيٍّ وهو يعدُو من ناحية عين الرمَّانة:
_ أنا رأيتُه قبلك.. رأيتُه قبلك..
ويصل الصبيُّ حاملاً رشَّاشته. فيُنحِّي جانباً الصبيَّ الأوَّل، ويُوجِّه نحو لبنان ماسُورة الرشَّاشة وهو يسأله بدوره:
_ من أيَّة طائفةٍ من الحشرات أنت؟
غيرَ أنَّ الصبيَّ الأوَّل يدفع الثاني حتَّى يكاد يرميه أرضاً. ويصيح به حانقاً:
_ بل هو لي. أنا رأيتُه قبلك.
وسرعان ما يلتحم الصبيَّانِ في شجارٍ عنيف.
يضحك لبنان حتَّى يتموَّجَ جسمُه المُستطيل المُفصَّل. ثم يزحفُ إلى المزرعة- لا مزيد لديه من الوقت يُضيِّعُه في اللعبة الصِّبيانيَّة.


مُكافحة الحشرات تطالُ الفلسطينيِّين
حافلة عين الرمَّانة
بينما كانت حافلةٌ تعبرُ شوارعَ عين الرمَّانة- يُلوِّحُ ركَّابُها الفِلِسطينيُّون بأربعٍ وأربعينَ يداً من النوافذ عن جانبَيها- نظر إليها بعضُ صبيان الحيِّ من فوقُ، وكانُوا حاملين الرشَّاشات الحشريَّة، فاشتبهُوا بها ورشُّوها!
 
بلغتُ البُقعة المرشُوشة- مُستدِلاً عليها برائحة السُّمِّ الحَشَريِّ التي ملأت الجوَّ.. تلك هي الحشرة المُبادة.. جعلتُ أُحوِّم فوقَها- مُتجرِّئاً على الاقتراب بالرغم من اشتداد الرائحة السامَّة التي أصابتني بالدُّوار والغثيان.
كانت أمُّ الأربعِ والأربعينَ مُنقلبةً على ظهرها، تتلوَّى، وتُحرِّك أرجُلها العديدة في الهواء، تُحاول في لهفةٍ أن تتعلَّق بشيءٍ يُعينُها على استعادة الأرض تحتَها.. لكن هيهات. إنَّ المُبيد الحَشَريَّ الفعَّال سيقضي عليها في ثوانٍ- كما هو مكتوبٌ على عُبوة الرشَّاشة الفارغة المُلقاة غيرَ بعيد. ها هي ذي حركةُ الأرجُل تتباطأ، والبطنُ المُستطيلة المُفصَّلة تتموَّج من التسمُّم، والرأس الصغيرة بقَرنَي الاستشعار الطويلين تتلفَّتُ كأنَّما تستغيث.. وما انطوت الثانية التالية حتَّى همدت الحشرة!

إحسانٌ، كبيرُ صبيان الشيَّاح، يستنكر الحادثة ويُطالب بإلغاء المارُونيَّة الحدائقيَّة
على فنجان قهوته المُرَّة في عرزاله على شجرة حَور- حططتُ أُحاورُ إحسانَ في شأن الحديقة اللبنانيَّة. كان ساخطاً يتساءل:
_ كيف رشَّ صبيانُ عين الرمَّانة الحافلةَ بالمُبيدات الحَشَريَّة وهي تحمل ناساً من إخواننا الفلسطينييِّن؟
فأجبتُه وأنا أمسح جناحيَّ برِجليَّ الخلفيَّتين:
_ يقول إتيان، كبير صبيان عين الرمَّانة، إنَّ رفاقه حسِبُوها حشرة!
فلوَّح الرجُل بيده مُنفعلاً حتَّى أجفلَني عن حافَّة الفنجان وصاح:
_ بل هو الذي حرَّضهم على رشِّها يا فسكي- ما زال يقول إنَّ الفلسطينيِّين حشراتٌ غريبةٌ عن الحديقة اللبنانيَّة ينبغي إبادتُها فوراً- قبل أن تتكاثر فتُكاثرنا نحن اللبنانيِّينَ في حديقتنا حتَّى انقلب الفلسطينيُّون حشراتٍ حقَّاً في عيون أولئك الصبيان. فكانت تلك الحادثة المؤسفة.
ترامى إلينا من الناحية الشرقيَّة للحديقة، من تلٍّ هناك يُقال له تلُّ الزعتر، طنينٌ حادٌّ. نظرنا فإذا دبُّورٌ ينقضُّ- شاهراً شوكته- على دُودة قزٍّ كانت على شجرة تُوتٍ، فيلسعُها في جسمها المُستطيل الطريِّ، ثم يحمِلُها ويطير بها- لا حول لها ولا قوَّة!
حوَّل إحسان بصره عن المشهد المؤلم مُمتعضاً. ثم قال:
_ الأخوةُ الفلسطينيُّونَ قومٌ مظلومون، حُرِمُوا أرضَهم، وليسَ لهم لاستعادتها سوى الكفاح الشَّوكيِّ..
فقلتُ أطِنُّ بما يتردَّد في عين الرمَّانة حتَّى على المزابل:
_ يقول إتيان إنَّ الفلسطينيِّين يستعمِرون الحديقة اللبنانيَّة بديلةً عن أرضهم!
فصاح:
_ بل هُم ضُيوفٌ في حديقتنا، كِرامٌ. وليس لهُم من غايةٍ سوى العودةِ إلى أرض البُرتقال الفلسطينيَّة. إنَّ إتيانَ يفتري عليهم افتراءً. والحقُّ يا فسكي أنَّه ما صنَّفهم حشراتٍ إلى لإرضاء الحدائق الغربيَّة، الإفرنسيَّة والأمريكيَّة، التي تتَّبع التَّصنيفَ نفسه لنا وللفلسطينيِّينَ على السَّواء!
فسألتُه مُشكِّكاً:
_ وماذا يجني إتيانُ من ذلك؟
فأجاب وهو يهُزُّ رأسه مُمتعضاً:
_ إنَّه طامعٌ في منصب الحدائقيِّ!
فقلتُ أغيظُه وأنا أُحوِّم أمام وجهه:
_ هو مارُونيٌّ. وله الحقُّ في التطلُّع لكوخ الحدائقيِّ في بعبدا..
فصاح إحسانٌ وهو يذُبُّني عن وجهه:
_ ألا يصلُح للحديقة اللبنانيَّة إلا الموارنة؟ ينبغي إلغاء العُرف القاضي بتولِّي مارونيٍّ منصبَ الحدائقيِّ في الحديقة اللبنانيَّة.
فوقعتُ على شفته وأنا أقول مُمعناً في إغاظته:
_ أنت الطامعُ في منصب الحدائقيِّ. ولو نلته لفتحتَ الحديقة اللبنانيَّة باحةً خلفيَّةً للحظيرة العربيَّة، تطأها إذ ذاك الحيواناتُ من شتَّى الأنواع، ويموتَ اللبنانيُّ المسيحيُّ دَوساُ تحتَ الحَوافر!
ذبَّني عن شفته بغيظٍ شديد. فطرتُ عنه وأنا أقول مُعتذراً في عجلة:
_ إتيانُ يقول ذلك، لا أنا!
إنَّها طبيعتُنا، نحن الذُّبابَ، نُلِحُّ في الإزعاج لإخراج المرء عن تحفُّظه. فيبوح بما في نفسه.. إلا أنَّ إحساناً هدأ وعاد يقول وهو يتناول رشفةً من فنجانه، ثم يُعيدُه إلى الطاولة كي أحُطَّ على حافَّته:
_ إنَّها الانعزاليَّة!
فسألتُه ولمَّا أنقطع عن مُتابعة ذلك الدبُّور بنظري المُركَّب:
_ وما هذه؟
فأجاب إحسانٌ ساخطاً:
_ يُخوِّف إتيان الصبيان المسيحيِّين من العرب ومن المُسلمين. فينعزلوا ويتوحَّشُوا- ولا شيء أخطر على الصغار من الانعزال والتوحُّش. ها هم قد اشتبهُوا اليوم بالفلسطينيِّين. ولا يبعُد أن يُديروا غداً فُوَّهات رشَّاشاتهم الحشريَّة نحونا نحن سُكَّانَ الشيَّاح!
فسألتُه- وأنا أفرُك رِجليَّ الأماميَّتين:
_ وكيف تردُّون إذ ذاك؟
_ سنُضطرُّ إلى مُعاملتهم بالمثل!
قالها بحزم مُطبِقاً شفتيه حتَّى أخذتني رِعدةٌ للهيئة التي صار إليها وجهُه، وكدتُ أطير هارباً.. لكنْ لمَّا حطَّت بعُوضةٌ على ذراع الرجُل، وغرزت خُرطومها في جلده، وشرعت في مصِّ الدَّم- تنبَّه إليها إحسانُ. وحرَّك كفَّه ناحيتَها. لكنَّه لم يَسحقْها كما توقَّعتُ. بل اكتفى بالتَّلويح فوقَها. فطارت بسلام!

اعتذرتُ من إحسان عن إزعاجه..
وتتبَّعتُ ذلك الدبُّور إلى وكْرهِ في تلِّ الزعتر. خفَّفتُ من طنين جناحَيَّ إذ اقتربتُ من الوكر التُّرابيِّ أن يتنبَّه لي صاحبُه. ثم حططتُ عليه ورُحتُ أتلمَّسُ التُّربةَ اليابسة بخُرطومي الدَّقيق حتَّى عثرتُ على شِقٍّ صغيرٍ أطلَّت منه عيني على ما يجري في الداخل:
كانت دودةُ القزِّ مُمدَّدةً، مشلولةً، لكن حيَّة لا تزال إذ أنَّ لسعة الدبور تشلُّها ولا تقتُلها. والحقُّ أنَّ هذا الدبُّور أنثى، وليس بذكَر. وإنَّها الملِكةُ التي تبيضُ على الدُّودة حتَّى إذا فقسَت البيضةُ وخرجت منها اليرقةُ وجدت لحمَ الدودةِ طازجاً تتغذَّى به.. وها هناك بالرُّكن خلايا فيها بيُوضٌ كثيرةٌ لا تُعدُّ. وها هو الصغيرُ تتحسَّسُه أمُّه بقرنَيها مُغتبِطةً به- ولا يكُفُّ هو عن التملمُل.. ولعلَّها أرادت أن تُنيمَه. فقالت له بإغراء:
_ هل أروي لك قصَّةً يا إياد؟
تحمَّس إيادٌ وراح يدور بأرض الوكر على أرجُله السِّتِّ الصغيرة وهو يُردِّد:
_ آ يا امَّا قصَّة. آ يا امَّا قصَّة!
فأخذته الملكة أمُّ إيادٍ بينَ أرجُلها المِفصليَّة وهي تقول:
_ كُنَّا نعيش في أرض البُرتُقال بكرامتنا الإنسانيَّة..
فقاطعها إيادٌ مُتسائلاً بطنينه الطفوليِّ:
_ الإنسانيَّة؟
فأجابته مُقرِّبةً منه رأسَها المُثلَّثَ بعيُونه الكثيرة وفكَّيه الحادَّين:
_ نعم، الإنسانيَّة. كنَّا ناساً يا بُنيَّ!
لم يُعنَ الصغير بالاستفسار عن معنى "الناس" لكنَّه سأل الأمَّ:
_ ما نحن الآن؟
فقالت مُتنهِّدة:
_ حشرات!
فقال وهو ينظُر بإعجابٍ إلى جسمه الصغير الأخضر:
_ أحسن!
فهتفت به أمُّه تُؤنِّبُه:
_ لا تقُل هذا يا حبيبي يا إياد.. أصلُنا ناس. وسنعود ناساً.
فسألها مُهدِّئاً من رَوعها يتملَّقُها بمكرٍ طفوليٍّ:
_ وما الإنسان يا امَّا؟
فأجابت الملكةُ مُتفلسِفة:
_ إذا ظننتَ نفسَك إنساناً، فالآخَر إنسانٌ هو أيضاً!
لم يبدُ أنَّ الدبُّور الصغير فهم ما تقوله أمُّه. لكنَّه تجاوز ذلك بسُؤالها وهو يهُزُّ أرجُله الستَّ على بطنها المُفصَّل:
_ وكيف انقلبنا حشرات؟
فقالت وهي تُهدهدُه:
_ هذه هي القصَّة التي سأقصُّها عليك الليلة وكلَّ ليلة. فاسمع:
_ نزلَ أرضَنا ذات يومٍ عالِمٌ بالأنواع الحياتيَّة. وهو من قومٍ يدَّعُون أنَّهم سادة العالم يُصنِّفون الكائنات ويَضعُونها في خانات.
_ ما اسمُه؟
_ كان يدعو نفسه "الإنسان الإنجليزيَّ".
_ هو قال إنَّنا حشرات؟
_ بل أذاعَ عن الأرض الفلسطينيَّة أنَّها خالية، أي خاليةٌ من الناس. ولم نَدرِ ما تصنيفُنا في علمهِ حتَّى تعاقدَ مع شركةٍ أورُبيَّةٍ لمُكافحة الحشرات جاءت تُبيدُنا في حقول البرتقال!
_ لماذا؟
_ كي يستقدمَ العمَّالَ اليهود ليجنُوا له المحصُول.
انفعل الدبُّور الصغير كما بدا من تحريكهِ قرنَي استشعاره بعصبيَّة. وسأل أمَّه:
_ كيف كافحُونا؟
_ بالمُبيدات الحشريَّة.
وشَردت الأمُّ كأنَّما ردَّتْها إلى الماضي القريبِ ذكرياتٌ أليمةٌ حتَّى سألها إياد:
_ وأنا كنتُ صغيراً؟
فعادت الأمُّ إليه بعُيونها السُّود الجاحظة. ومسَحت على بطنها المُفصَّلة بأرجُلها السِّتِّ وهي تقول بحَنان:
_ بل كنتَ لا تزال يا امَّا بيضةً في بطني..
فانعطفَ رأسُ الدبُّور الصغير إلى خلايا البيوض. لكنَّه عاد فسأل:
_ وأبي؟
فتنهَّدت الأمُّ. ثم قالت:
_ أبوك رشُّوه وهو على شجرة بُرتقال في يافا.. (ثم واصلت بعد صمتٍ حزين).. وطِرنا لاجئينَ إلى هذه الحديقة- وكانت من غيرِ سياجٍ. فنزلتُ- وكثيرات غيري- تلاً يُقال له تلُّ الزعتر، لكنْه كان أجَرد لولا بضعُ أشجارٍ يابسةٍ لا تَقِي من الشمس ولا من المطر.. تأخَّرت العودةُ إلى أرض البُرتُقال ولا بُدَّ لنا ولصغارنا من مَأوى.. بأرجُلنا رُحنا نُكتِّل الوحلَ ونبني به خلايا مُتلاصقةً ضيِّقة، كهذه التي نسكُنها، آوَينَاكم فيها- بانتظار العودة..
_ العودة؟
فقرَّبت الملكة أمُّ إيادٍ فمَها ذا الفكَّين الحادَّين من وجهه وهي تقول بتوكيد:
_ سنعود إلى أرضنا يا بُنيَّ، أرض البُرتُقال الفلسطينيَّة. لن نرجعَ ناساً إلا على أرضنا.
فسألها الصغيرُ كأنَّما قد نفد صبرُه بغتةً يُريد العودة:
_ وكيف نعود؟
_ بالجناح والشَّوكة!
وثب إيادٌ إلى أرض الوكرِ مُبتهجاً يطِنُّ بجناحَيه الصغيرين. ثم تساءل مُنزعجاً وهو يُقوِّس بطنه الصغيرة المُفصَّلة مُحملقاً في دُبره المُدبَّب:
_ وأين شوكتي؟
ففرَّجت الملكةُ الأمُّ فكَّيها الحادَّين مُستبشِرةً وهي تُلقي بنظرةٍ إلى بيُوضها الكثيرة في الخلايا. ثم قالت له:
_ ستنبُت عمَّا قريب وتحتدُّ. وستفقسُ بيُوضُ إخوتِك وتنبُتُ لهم أجنحةٌ وشَوكات.. (ثم أضافت مُقطِّبةً ما بين عُيونها الجاحظة).. لكن اذكُر يا إيادُ دائماً أنَّ جناحيكَ للعودة إلى أرضك، وشوكتك لكفاح مَن يصُدُّك عنها- وإلا انقلبتَ حشرةً طُفيليَّةً جاز لأيِّ حدائقيٍّ مُكافحتُها!  

الذبابة روبرت فسك
                 مراسل صحيفة الأزمنة
                 من زمن التَّحشير
 
كان هذا التقرير 1 في روايتي "الذبابة روبرت فسك". يليه قريباً التقرير 2: "الصحَّة العامَّة اللبنانيَّة" تحاصر تلَّ الزعتر لتحرير لُبنان

هناك تعليقان (2):

  1. ما أسوأ الحرب , وما اسوأ تحويل الانسان الى حشرة لا قيمة لها , تُداس تسحق تحت الأقدام دون هدف ...
    الله لا يعيد هديك الايام

    ردحذف
    الردود
    1. اسمك يا رانية يزيّن مدوّنتي

      حذف