الجمعة، 13 أبريل 2012

التقرير2: "الصحَّة العامَّة اللبنانيَّة" تُحاصر تلَّ الزعتر لتحرير لُبنان

شعار الصحَّة العامَّة اللبنانيَّة

الناظرُ إلى التلِّ من بعيدٍ يراه أخضرَ بنبات الزعتر، جميلاً وادعاً. فإذا تجرَّأ ذلك الناظرُ فاقتربَ من التلِّ أو حاول التنَزُّهَ في مَراقيه، وتشمُّمَ عَرفِ الزعتر الزَّكيِّ- خرجَ له في الحال من إحدى الخلايا التُّرابيَّة دبُّورٌ أخضرُ اللون، حادُّ الطنين، فانقضَّ عليه بشوكته، ليُلاقيَ المسكينُ مصيرَ دودة القزِّ، لبنان، المُحتجَز- حتَّى الذبابُ الأزرقُ- ما عداي- لا يدري أين.
 
إتيان، الصبيُّ الوسيم الذي فرضَ على صبيان عين الرمَّانة سَماعَ كلمتهِ بعد شِجاراتٍ في الأزِقَّة تمزَّقت لها البُلوزاتُ وسالت الدِّماء من الرُّكَب تحت الشُّرتات، تبنَّى قضيَّة لبنانَ الإنسانيَّة. وراح يخطُب برفاقه في كُلِّ حيٍّ يُثير شفقتهم على الدودة المُخدَّر في إحدى الخلايا الفلسطينيَّة محفوظاً طعاماً ليرقات الدَّبابير الغريبة تتغذَّى بلحمه الطَّريِّ.. حتَّى عبَّأ نفُوسَ العشرات من الصبيان المسيحيِّين، فانتسبُوا إلى شركته الجديدة لمُكافحة الحشرات: "الصحَّة العامَّة اللبنانيَّة".
وفي اليوم المُقرَّر حمل الصبيانُ الرشَّاشاتِ الثقيلةَ بعُبواتها من المُبيدات الحشريَّة، وقصَدوا التلَّ مع الصباح الباكر- على رأسهم إتيان.
جعلتُ أحوِّم مع إتيان تحتَ فوَّهة رشَّاشته. فأنا مُراسلٌ أجنبيٌّ، من تلك الطائفة من الذُّباب الأزرق الذي يطِنُّ بالتاريخ من تحت فوَّهات الرشَّاشات.
بلغ الصبيان تلَّ الزعتر عند الضُّحى. فصاح بهم إتيان وهو يُشير بذراعه في حركة إحاطةٍ شاملة:
_ حاصروا التلَّ من جِهاته جميعاً..
تفرَّق الصبيان يصدعُون بالأمر. لكنِّي لم أتبعهم إذ لفتَني من إتيان ذراعُه التي تضخَّمت بتلك الحركة- على العضُد منها رسمُ دبُّورٍ أخضرَ وقد طُوِّق بدائرةٍ حمراء تقطعُها شَرطةٌ مائلةٌ تُفيد الإلغاء والإبادة- شعاراً "للصحَّة اللبنانيَّة".. وعاد إتيان يصيح بصوتٍ فظيع:
_ أريد ألا ينجُوَ دبُّور!
ها هي ذي عشراتُ المواسير الرشَّاشة تُحاصر تلَّ الزعتر.. بيدَ أنَّ التلَّ كان هادئاً- لا جناح بعوضةٍ يرِفُّ فوق زهرة. هذا ما ظنَّه الصبيان. أمَّا أنا فإنَّ قرنَي الاستشعار في مُقدَّم رأسي الصغير اهتزَّا بطنين الدَّبابير المكتوم في خلاياها الخفيَّة بتُراب التلِّ. وصاح إتيان الذي لم يكُن ينقصه الدهاء:
_ أيَّتُها الدَّبابير الغريبة.. أعيدي لنا لبنان ولا شأنَ لنا بكِ!
تردَّد الصياحُ الراعد في جنبات التلِّ بالغاً إياداً ولا شكَّ في أيَّة خليَّةٍ كان. بيد أنَّ كبير الصبيان لم يسمع طنينَ الدبُّور بالجواب:
_ إنَّك لكاذبٌ أيُّها الوحش.. ما شركتُك الصغيرة سوى فرعٍ من شركة السَّيطرة الإسرائيليَّة. وستُنفِّذ على أيَّة حالٍ المهمَّةَ التي أسندها إليك مُديرُها إيتان!
انتظر إتيانُ دقيقةً وهو يميل برأسهِ ذاتَ اليمين وذاتَ الشمال مُتسمِّعاً.. لكنّه لم يُضع وقتاً إذ أشار إلى أربعةٍ من صبيانه الأشدَّاء:
_ تسلَّقوا التلَّ. ورُشُّوا على الفور أيَّ دبُّورٍ يطير أمامكم. وهدِّمُوا الخلايا التُّرابيَّة. وابحثُوا فيها عن الملكة واقتلوها.
مُزوَّدينَ بالمناخل على الوجُوه، وفي إيديهم الرشَّاشات، وعلى ظهُورهم خزَّاناتُ المُبيد الحشريِّ- مضَى الصبيانُ الأربعة يرتقُون التلِّ. إذ ذاك لاحظتُ رأسَ الدَّينُصور مطبُوعاً على الخزَّانات!
تابعَهم إتيانُ بعينيه حتَّى غابُوا بين أجَمات الزعتر. ثم جلسَ ساعةً ينتظر مُشرفاً على التلِّ. ثم وقفَ ساعةً أخرى ينظُر إليه مُظلِّلاً عينيه بيده اتِّقاءَ أشعَّة الشمس. ثم جعل يتمشِّى قلقاً.
حوَّمتُ على وجهه أسأله:
_ ولماذا تقتُل الملكة يا إتيان؟
فأجابَني وهو يُلوِّح بيده حتَّى طرتُ عنه:
_ إنَّها الوحيدة التي تبيض. ولقد بلغَني أنَّها تبيضُ ما يزيد على ألفٍ وخمسماية بيضة دبُّور في اليوم الواحد. فإنْ لم نقتُلها عاجلاً غلبتنا الدَّبابيرُ الفلسطينيَّة على حديقتنا. ولنبحثْ لنا نحن اللبنانيِّينَ عن حديقةٍ غيرها!
فقلتُ له مُعترضاً:
_ لكنَّك تقضي بقتل الملكة على أمل الدَّبابير الفلسطينيَّة في العودة ناساً..
ضاق إتيانُ بأسئلتي فذبَّني عنه بالرشَّاشة.. مُنشغلَ البال ولا شكَّ بصبيانه الأربعة وقد طالَ به انتظارُهم.
ورفع وجهه إلى التلِّ مُضيِّقاً عينيه الكبيرتين مُتفكِّراً.. وإذا به يصرُخ بغضبٍ لو تجسَّد لكان مِذبَّةً كبيرةً لحظةَ سُقوطها على حشرةٍ تهرسُها:
_ أكَلُوهم!
كانت استجابةُ الصبيان العصبيَّة أن ارتدُّوا في الحال عن التلِّ في فَزَعٍ بيِّنٍ وهم يرفعُون وجوهَهم إلى السَّماء أن ينقضَّ عليهم دبُّورٌ أخضر!
وصَرَخَ فيهم إتيانُ وهو يضغط خزَّانَ رشَّاشَتهِ الطويلَة الماسورة:
_ رُشُّوا التلَّ بكُلِّ ما لديكم من موادَّ!
ولكنَّ صبيَّاً من مُرافقيه، أشقرَ الشَّعر وسيماً، اعترضَ قائلاً:
_ ولبنان؟ ربَّما أبدناهُ خطأً.
فصرخَ إتيانُ وهو يرفع الماسورة:
_ رشُّوا!
في خلال نصفِ الساعة غَرِقَ التلُّ بالمُبيدات الحشريَّة. انتظر إتيانُ دقيقةً أخرى، ثم رفع ذراعَه- ذات الرَّسم الرهيب- إشارةَ وقف الرشِّ.
أسندَ كبيرُ صبيان عين الرمَّانة ماسُورةَ الرشَّاشة إلى كتفه، وراحَ يتمشَّى حول التلِّ مُتفقِّداً- يتبعُه نفرٌ من صبيانه المُقرَّبين. وقعت عينُه الكبيرةُ على حشرةٍ تزحف ببُطءٍ، وهي تُغادر التلَّ مُبلَّلةً بالموادِّ السامَّة. لم تكن من ذوات الشوكة. وكانت ستموتُ عمَّا قريب. ومع ذلك فقد تقاربَ جَفنا إتيانَ الحَرْشَفيَّانِ في حقد، ثم رفع قدمَه العملاقةَ ذات الأصابع الغليظة الرهيبة بمخالبِها الضَّخمة، وداسَ على الحشرة حتَّى سحَقها. وهتف الصبيانُ في نشوة النصر:
_ أبدنا الدبابيرَ الفلسطينيَّة كلَّها!
وصاح أكثرُ من صوت:
_ فلنرجِعْ لنزُفَّ البُشرى!
فقال إتيانُ وهو يُحرِّك قدمه المِخلبيَّة مُبالغةً في سَحق تلك الحشرة:
_ لن نرجع حتَّى نتثبَّتَ من مقتل الملكة. اضغطُوا عُبواتكم، وهلمُّوا نصعد التلَّ بحذر.
تقدَّمهم إتيانُ مادَّاً أمامه رشَّاشته- وأنا أطيرُ تحت فوَّهتها. بدا الكبيرُ مُرتاحاً لرائحة المُبيدات القويَّة. وراحَ يدوسُ الخلايا التُّرابيَّة، فتنهدم تحتَ باطن قدمهِ الصَّفيق، وتندلقُ منها بيوضُ الدَّبابير يابسةً، لا حياةَ منها تُرتَجى. وإذا بنقرٍ مكتومٍ ينبعث من وراء خليَّةٍ تُرابيَّة! يلتفتُ إتيانُ بوجهه الوحشيِّ، وتلتفتُ مواسيرُ الرشَّاشات نحو مصدر النَّقر، فيبرزُ فكَّا دودةٍ تنكتُ ثغرةً بالخليَّة، وصوتٌ ذو لهجةٍ لبنانيَّةٍ يقول بحرارة:
_ أنا لبنان.. أنا لبنان.. لا ترُشُّوا!
وتتداعى الخليَّة. فيخرج منها لبنان زاحفاً على بطنه المُستطيل في وهَنٍ وقد تعفَّر بالتُّراب جسمُه الحريريُّ اللون..
وسأله إتيان في عجَبٍ- مُردِّداً همهمات كثيرٍ من الصبيان:
_ أنت لبنان؟
فما كان من الدودة إلا أن التفَّ، بجسمه اللدن، على ورقةٍ ذابلة، ثم تقيَّأ.. اشمأزَّ منه الصبيان فاستداروا يُخفُون وجوههم الوحشيَّة المُتقبِّضة.. ولمَّا استعاد دودة القزِّ نفسه رفع وجهه إلى إتيان يقول مُعاتباً:
_ نعم أنا لبنان.. كادت مُبيداتُك تقتلني.
فقال إتيان وهو يُريح ماسُورة الرشَّاشة على كتفه المُصفَّحة الجِلد:
_ كان ذلك ضروريَّاً لإنقاذك.. قُل لي هل أكل منك إيادٌ رِجلاً أو يداً؟
فحرَّك الدودة أرجُله القصيرة العديدة وهو يقول باستهانة:
_ هي كما ترى..
فقال إتيان بصوتٍ قويٍّ يُسمع الجميع:
_ خلَّصناك في اللحظة الأخيرة.. (ثم التفتَ إلى صبيٍّ وقال له آمراً).. ضَعهُ بعُلبةٍ فيها بعضُ أوراق التُّوت، وخُذه إلى جُنينتي بالأشرفيَّة.
فتساءل الدودة مُتعجِّباً:
_ ألن تُطلقني؟
فقال إتيان وهو يُشيح عنه بوجهه:
_ ستبقى في رعايتنا كيلا تقعَ في أيدي صبيان الشيَّاح، فيسلِّمك إحسانُ مرَّةً أخرى للدَّبابير!.. (ثم رفع صوته مُخاطباً الصبيان).. فلنُواصل البحث عن الملكة.
حوَّمتُ وراء الصبيان- مُتأخِّراً عنهم قليلاً اتِّقاءً لرائحة المُبيد الحشريِّ القويَّة التي أشعرتني بالدُّوار.
لم يطُل بإتيانَ البحثُ بين أكوام التُّراب التي استلقى عليها الكثيرُ من الدَّبابير المُبادة.. حتَّى عثرَ على الوكر الذي اطَّلعتُ منه يوماً على الملكة أمِّ إيادٍ وهي تُوصي ابنَها بألا يُبرزَ شوكته إلا للعودة إلى أرض البرتُقال.. تمتم إتيان:
_ قلبي يُحدِّثني أنَّها خليَّة الملكة.
مدَّ ذراعه المُصفَّحة الجلد إلى الوكر.. بمِخلبه الكبير نكتَ التُّرابَ حتَّى فتح في الوكر ثُغرةً. ولمَّا همَّ بالاطِّلاع منها إلى الداخل صاح به بعضُ موظَّفيه:
_ حاذِرْ يا كبيرَنا.. يُقال إنَّ لسعةَ الدبُّور هي آلمُ ما تكون وهو في النَّزع الأخير!
لم يأبه إتيانُ للتَّحذير. قرَّبَ من الثُّغرة عينَه الكبيرة ذات الأجفان الحَرشَفيَّة. فنظر لحظاتٍ.. ثم ارتدَّ وهو يصيح في ظفَر:
_ قتلتُها.. قتلتُها!
وعاد ينكُتُ الوكرَ بمِخلبهِ- والصبيانُ المُوظَّفون يترقَّبُون مُسدِّدين رشَّاشاتهم... حتَّى انهدمَ التُّرابُ وارتمت الملكة الفلسطينيَّة بالأرض مُبادةً عند قدمَي إتيان!
تكأكأ الصبيانُ من فوق كتف إتيانَ يُريدون الفُرجة- من غير أن يجرُؤوا على الاقتراب. وانحنَى إتيانُ فالتقطَ الملكة بين مِخلبَيه. فإذا بها تتفتَّتُ.. وهتف الصبيانُ مُهلِّلين:
_ قطعنا نسلَ الدَّبابير الفلسطينيَّة!
في تلك الليلة رجع إتيانُ إلى جُنينة الأشرفيَّة على رأس صبيانِها من مُوظَّفي شركتهِ. فاستقبلَهم الكِبارُ من أهلِها بالهُتاف- مُسبِغينَ على الشركة الصِّبيانيَّة صِبغةَ الجديَّة إذ نجَحت في القضاء على الدَّبابير- وكان ظنُّهم ألا خلاصَ من إزعاجِها. وجَرَى اسمُ "الصحَّة اللبنانيَّة" على ألسِنة النِّسوة باللغة الإفرنسيَّة، يَنطِقنَه بإعجابٍ شديدٍ وهُنَّ يتغزَّلنَ بصاحبِها إتيانَ، كبيرِ صبيانِ عين الرمَّانة الجميل..
وحوَّمَ الذبابُ على إتيانَ يسأله بإلحاحٍ وسطَ هرَج الصبيان ومرجِهم:
_ ماذا تقول يا إتيانُ في طلبات رشِّ الدَّبابير الخُضر التي انهالت من بيوت الأشرفيَّة على شركتك؟
فلوَّح إتيانُ برشَّاشته الحشريَّة لصبيانه حتَّى هدأوا.. ثم قال بلهجته الخطابيَّة:
_ الشَّركة اللبنانيَّة للصحَّة العامَّة ستُكافح الدَّبابيرَ في كلِّ جَنَبات الحديقة اللبنانيَّة، لا في الأشرفيَّة وحسبُ أو في الناحية الشَّرقيَّة فقط.
قاطعه تصفيقٌ حادٌّ من جمهُور الكِبار. على حين صوَّبَ الصبيانُ مواسيرَ رشَّاشاتهم نحو أسفلِ جسرٍ مُجاورٍ يُقال له جسر الباشا، وراحُوا يرُشُّونَه بابتهاج.. فعاد إتيانُ يُلوِّح لهم برشَّاشته مُتبسِّماً حتَّى كفُّوا.. ثم واصل خطابه:
_ سنُخلِّصُ اللبنانيِّينَ من الدَّبابير، اللبنانيِّينَ كافَّةً من أيَّة طائفةٍ كانوا، وفي أيَّة ناحيةٍ من الحديقة اللبنانيَّة بكيلومِتراتِها المُربَّعة العشرة آلافٍ والأربعمايةِ والإثنينِ والخمسين!
وطارَ الذبابُ في صباح اليوم التالي إلى الدَّبابير الخُضر في أوكارِها بنبأ مقتَل أمِّ إيادٍ، ملكتِها وأمِّها، وإبادة المئات من إخوتِها في تلِّ الزعتر. ففارت في الجوِّ مفجُوعةً، شاهِرةً الشَّوكات حتَّى تجمَّعت في سِربٍ كبيرٍ وهاجَمت قريةَ الدامُور، تلسَع أهلَها المسيحيِّينَ وتقرِصُهم حتَّى حملتهُم على الفِرار وهُم يتحسَّسُون أقفيتَهم المُتورِّمة..
وما كانت الدَّبابيرُ لتهدأ وتعُود إلى أوكارِها لولا طيرانُ الملكة أمِّ إيادٍ نفسِها إلى الدامُور مُؤكِّدةً لأبنائها- على ما نقلَ عنها صديقٌ لي هو ذبابةٌ سمراء يُدعى شفيقاً:
_ لن أموتَ يا أبنائي الأعزَّاء حتَّى أعود بكم إلى أرضِنا، أرضِ البرتُقال الفلسطينيَّة!
فسالتُ شفيقاً- وكُنَّا على فنجان قهوةٍ باردٍ متروكٍ على طاولةٍ بمقهى بالحمراء:
_ لكنَّني رأيتُ أمَّ إيادٍ يعينَيَّ يا شفيق.. رأيتُها تتفتَّتُ بيد إتيان.
فقال شفيقٌ وهو يهبِط على جدار الفنجان بحذرٍ ليحتسيَ منه:
_ كان ذلك هيكلَها الخارِجيَّ يا زميلي فِسكي. الهيكل الذي سلخُتْهُ الملكةُ عنها قُبَيلَ هربِها من الخليَّة بحراسة إيادٍ وبعض الأخوة.. (وسكتَ الذبابةُ قليلاً ريثما يشربُ القهوةَ ثم أضافَ وهو يصعدُ إليَّ على حافَّة الفنجان).. هي حيلةٌ كثيراً ما تلجأ إليها أمُّ إيادٍ على سَبيل التَّمويه!
                      الذبابة روبرت فسك
             مراسل صحيفة الأزمنة
             من زمن التَّحشير
 كان هذا التقرير 2 من روايتي "الذبابة روبرت فسك". يليه التقرير3: صبيانُ إحسانَ يلتقطُون الكثيرَ من حشَرات عين الرمَّانة التي عَثروا عليها في الشيَّاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق