الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

الحلقة 26: الوعيد الصادق- دراما بإنتاج مشترك لبناني سوري إيراني


وصادفتُ في تجوالي بين المحطَّات التلفازيَّة قناة الأقصى التي كانت تعرض صُوراً لنوعٍ من الأزهار جديد: تنضمُّ بتلاتُها الحمراء حتَّى تتَّخذ شكل المُعيَّن- والمُذيعُ في الخلفيَّة يقول مُهلِّلاً:
_ أرضُنا المُقدَّسة تُنبت الملايينَ من هذه الزهرة، في جبالها والسهول، في التُّراب، في الرمال، في الباطُون، في الأسفلت، في الحديد.. الملايين من زهرة المُعيَّن الأحمر تُنبتُها أرضُنا العربيَّة فاضحةً اغتصابَ الزعران الصَّهاينة لها. ألله أكبر، ألله..
استحضرتُ قناة سورية توَّاقاً إلى مُسلسَلٍ دَراميٍّ.. ها هي القناة تُعلن عن إنتاجٍ جديدٍ للدَّراما السُّوريَّة التي تنتقل من نجاحٍ إلى نجاح؛ من البُقعة السَّوداء والزلزال إلى بُقعة ضوء، ومنها إلى أهل الراية، ومنها إلى أنا القُدس.. وفي صورة الإعلان عن المُسلسَل الجديد ثلاثةُ شُخوصٍ في العتمة: واحدُهم طويلٌ نحيل. والثاني قصيرٌ، ضئيلُ الجسم. والثالث مُتوسِّط الطُّول، مُعمَّم.. صمتٌ تشويقيٌّ مديدٌ. ثم تُسمَع في الخلفيَّة رطانةٌ محمُومةٌ بالإنجليزيَّة تنتهي بأُوه! فرطانةٌ هستيريَّةٌ بالعبريَّة تنتهي بأُوخ! ثم هذيانٌ خفيضٌ بالعربيَّة ينتهي بأوَّاه!
ويُضاء المشهدُ الثلاثيُّ بالأنوار الساطعة، تُرافقُها موسيقى زياد بطرس لأغنية "رجال الله" فإذا هم بشَّارٌ الأسد ومحمود أحمدي نجاد والسيِّد حسن نصرالله!
يلي ذلك لقطاتٌ من المُسلسَل الآتي- وليد المُعلِّم يقول للإسرائيليِّين:
_ كفُّوا عن الزعرنة في أزِقَّة المنطقة. ولكنْ من أين لكم أن تكُفُّوا وسِردابُكم قائمٌ على الاختطاف والاغتصاب والساديَّة. لا تختبروا بأسَ سوريَّا. وإذا اعتديتُم على لبنان فإنَّ سوريَّا لن تقف مكتوفة اليدين..
محمود أحمدي نجاد يقول لبشَّار الأسد، والسيِّد حسن نصرالله وهو يفتح كُتيِّباً في يده:
_ سنغتنمُ فرصةَ تفلُّت الزعران كرَّةً أخرى في أيٍّ من الأزِقَّة لنمحوَ سِردابَهم الآثم عن الدليل السياحيِّ للمُنحرفين في العالم..
سعد الحريري يُصرِّح بعينين خائبتين:
_ في زيارتي لبشَّار الأسد لم يفتح لي سوى نافذةٍ في قصر المُتاجرين بالشام، ولم يُطعمني سوى قُرص برازق واحد، ثم دعاني- مشياً على الأقدام- لزيارة مقبرة!
يلي ذلك صورٌ مُتتاليةٌ لاستقبال بشَّارٍ لسعد:
ها هو بشَّارٌ يفتح لضيفه أبوابَ قصر المُهاجرين، ويمُدُّ له الموائدَ العارمة، ثم يقود به السيَّارةَ إلى القرداحة- كما تقول لافتةٌ في الطريق- حتَّى تتوقَّف إزاء ضريح والده حافظ الأسد. ينزل بشَّارٌ وضيفُه من السيَّارة. فيقفان بخُشوعٍ أمام القبر الرُّخاميِّ ويبسطان الأيدي ويتلوان الفاتحة.. ثم يتقدَّم بشَّارٌ من القبر. فيضع يده على شاهدته مُلتفتاً إلى سعد ويقول:
_ أحلف لك..  
وفي مشهدٍ آخَر الفلسطينيُّون يعودون بالباصات إلى قُراهم في الأرض الفلسطينيَّة، إلى حيفا ويافا..
وهذا السيِّد حسن نصرالله- أبو هادي- يقول بصوته الجَهْوَريِّ- تتوهَّج السَّماء وراءه بالألعاب الناريَّة:
_ سنُغيِّر وجهَ المنطقة!
وتتجمَّد الصورةُ بالسيِّد رافعاً سبَّابتَه المُتوعِّدة. ثم  يُكتَب اسمُ الإنتاج الجديد على الشاشة السُّوريَّة بالخطِّ الفارسيِّ العريض:
الوعيد الصادق

كانت هذه الحلقة 26. تليها الحلقة 27: غابي أشكينازي، البطل في اختبارات الفحُولة الإسرائيليَّة، تطارده الأشباح
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق