الجمعة، 29 يوليو 2011

الحلقة18: حسني مبارك يمنع إدخال ملابس النساء التحتيَّة إلى غزَّة

فتاة غزيَّة




·    جميل!
_ ماذا تريدين؟
·    ناولني ملابسي التحتيَّة لو سمحت.
فصحتُ بها بنبرة رفضٍ قاطعة:
_ كلا!
كذلك رفض عُمدة الصعيد المصريِّ، حُسني مُبارك، إدخالَ ملابس النساء التحتيَّة إلى قطاع غزَّة- تنفيذاً لتنازُليَّة كمديفد..
·    جميل..
_ كلا!
"قطاع غزَّة الذي يُعاني نقصاً خطيراً في الأقمشة من أيِّ صنف- يُحاصرُه زعرانُ السِّرداب الإسرائيليِّ بآلاف المناظير المنصوبة من جهة الأرض الفلسطينيَّة حتَّى إذا لاحت في بابٍ أو نافذةٍ امرأةٌ غزيَّةٌ عارية- لقلَّة الملابس السَّاترة- أو شبهَ عاريةٍ، سارعَ عامير بيرتس- رئيس غرفة التحكُّم بالمناظير الإسرائيليَّة- فعَزَم على بعض الأورُبيِّين من أمثال سلفيوه برلسكُوني- الإيطاليِّ الذي يشعُر بأنَّه أزعر، وجُو بيدُون- الأمريكيِّ الذي يعتقد أنَّه ليس من الضروريِّ أن تكونَ إسرائيليَّاً كي تكونَ أزعر، وأنجيلة مركل- الألمانيَّة الدائبة على زيارة السِّرداب الساديِّ للتخلُّص من شعورٍ بالذنب يُطاردها جرَّاء القبو النازيِّ العتيق،.. أقول: عزمَ عليهم عاميرُ قائلاً لهم في إثارةٍ مهمُوسة:
_ أُوخ! تعالَوا انظُروا في الحال.. قرِّبوا أعينَكم من العدَسة الصغيرة.. لا تنسَوا أن تنزِعُوا غطاء العدسة الكبيرة.. نعم هكذا.. أرأيتُم تلك الفتاة هناك؟.. أتلاحظون تكعُّبَ ثديها بسُمرته الصافية؟.. لا بُدَّ أنَّها عذراء لمَّا تبلُغ"!
وتُنهي مُراسلة الجزيرة تقريرها لنشرة الأخبار قائلةً:
"جيفارا البُديري- قطاع غزَّة- قناة الجزيرة"..


وفي استديوهات الجزيرة تلوي المُذيعةُ لينا زهر الدين شفتيها استياءً. ثم تقول مُستبشرةً:
_ عزمي بشارة، الأخ الأكبر للأطفال الفلسطينيِّين،  يقول إنَّ إدارة السِّرداب الإسرائيليِّ تتقاضى الأموال لقاء إشباعِ تلك الشهوة الأورُبيَّة القديمة..
يظهر عزمي بشاربه الأشيب ويواصل القول:
_ إنَّ السِّرداب الإسرائيليَّ الذي يُلبِّي الميولَ الساديَّة للأورُبيِّين والعالم المُعقَّد يُلبِّي اليومَ في غزَّةَ الشريفة شهوةَ استراق النَّظر إلى العَورات. ويتقاضى لقاءَ إشباعها من الجُنيه الإسترلينيِّ والمَرك الألمانيِّ والفرنك الفرنسيِّ مبالغَ طائلةً تُغطِّي كلفة بناء شاليهاتٍ فارهةٍ فوقَ السِّرداب وحولَه- على أنقاض منازل الفلسطينيِّين أصحاب الأرض- لاستيعاب المزيد من المُنحرفين جنسيَّاً الذين يقصدونه تحت جُنح الظلام، لا يُعرَف واحدُهم من أين هي قرعةُ أبيه..
وتعود المُذيعة لينا لتقول وهي تهُزُّ رأسَها داعيةً إيَّانا إلى الاهتمام:
_ "مجلس حقوق النِّسوان" أرسل، من جونيفَ، القاضيَ الآدميَّ رتشارد غُلدِستون، لتقصِّي الحقائق في غزَّة. فزارَ الرجُل السِّردابَ الإسرائيليَّ لكنَّه حوَّل منظارَه باستحياء عن نساء غزَّة ليُعاين الأطفالَ الفلسطينيِّين الذين يرشُقون المناظيرَ بالحجارة. ثم نقل غُلدِستُون ما رآه إلى المجلس بالتقرير الذي عُرِف باسمه.. (وتطبع الجزيرة التقريرَ على شاشتها. فأقرأ:
"الإسرائيليُّون ينتهكون في غزَّة حميميَّةَ النساء الفلسطينيَّات".. ثم يُضيف التقرير.. "صحيحٌ أنَّ الأطفال الفلسطينيِّين حطَّموا الكثير من عدسات المناظير التي تفضَحُ أمَّهاتهم وأخواتهم في غزَّة، ولكن لا يجوزُ أن يتعرَّضَ لهم الناضجون من الإسرائيليِّين بتكسير الأيدي- كما فعل شيمون بيريز، أو بصَلم الآذان- كما فعلت إتسيبي لفني، أو بفَقْء الأعين بالرصاص المطَّاطيِّ- كما فعل إيهُودا باراك. كان على الإسرائيليِّين أن يَشكُوا أولئك الأطفالَ إلى أبيهم"!
 ثم تقول المذيعة لينا كأنَّها كارهة:
_ أبو مازن، محمود عبَّاس، المنكورةُ أبوَّتُه لمازنٍ ولغيره من الأطفال الفلسطينيِّين، نقَضَ تقريرَ غُلدستون.. (تبدو المذيعةُ كأنَّها لا تُصدِّق ما تقرأ علينا. فتتريَّث لحظةً للتثبُّت من النَّبأ. ثم تواصل كالمُتردِّدة).. وذلك باعترافه، من رام الله، بما سمَّاه "حقَّ حرَّاس السِّرداب الإسرائيليِّ"..
ويبرز محمودٌ بسحنتهِ الناشفة ليُصرِّحَ بصوته الذليل:
_ يحقُّ للإسرائيليِّين حمايةُ مناظيرِهم من اعتداءات زُمرةٍ من الأطفال المُشاغبين في غزَّة، الذين لا يَسمعُون كلمة أبيهم!
وتعودُ لينا لتقول باستبشار:
_ أمَّا إسماعيل هنيَّة، أو بابا إسماعيل، كما يُناديه أطفالُ غزَّة، فقد علَّقَ على اعتراف محمود عباس- من مَشاغل الخياطة تحتَ الأرض بغزَّة- قائلاً في مرارة:
_ إذا كان محمودٌ يعتبر نفسَه أباً لأطفال غزَّة فإنَّ الأبَ لا يُوكل تأديبَ أولادهِ للزعران شُذَّاذ الآفاق والعياذُ بالله، الحقُّ أنَّه يريد أن يُربِّيَهم على طاعة آبائه الإسرائيليِّين..
·    جميل.. ناولني الكيلوت.
_ كلا!
وهل ينسَى اللبنانيُّون كيف خرجَ إليهم- من قناة المصريَّة- شيخُ خَفَر الصَّعيد، عُمر سُليمان، بالجلباب والعمامة والنبُّوت الغليظ يقول بنبرة الاتِّهام بجريمة:
_ قبضَ رجالي على المدعُو سامي شهاب مُتلبِّساً بمُراقبة عزيزة- على شطِّ بحر الهوى- أين تقعُد وأين تضطجع!
استهولَ الجريمةَ الدِّعائيُّ صفوت الشريف وسأل شيخَ الخفَر وهو يَشهق ضارباً يدَه على فمه:
_ مَن عساهُ يكون وراء هذا المُجرم يا شيخ الخفَر؟
فقال الرجُل وهو يُلوِّح بنبُّوته في وعيد:
_ استجوبناهُ حتَّى أقَرَّ بأنَّه من عمَّال مخازن الشادورات!
فتح صفوت فمه وهو يُقرِّب المذياع ليقول شيئاً. لكنَّ قسَمات وجهه تجمَّدت، وعينيه تسمَّرتا على شخصٍ تحوَّلت إليه الكاميرا وهو يدخل السَّلملك.. إنَّه العُمدة حُسني مُبارَك قادماً في نفَرٍ من الصَّعايدة العبُوسين. لم ينتظر العُمدة انحلالَ العُقدة من لسان صفوت. لكنَّه قال مالئاً الشاشةَ بوجههِ المُتجهِّم:
_ ماذا كان الستَّارون يُريدون في صعيدنا غيرَ اغتيال معبودة الجماهير؟ ألا فاحذروا نبُّوتنا إذا غضبنا!
من على حافَّة المغطس تساءل صلاحٌ حانقاً مُتوقِّفاً عند عبارة "معبودة الجماهير":
_ يعبدون عزيزةَ في صعيد مصر!
فأجبتُه وأنا أنحني على الحاسُوب على رفِّ عُبوات التنظيف:
_ لا تصدِّق العُمدة يا صلاح. فإنَّ المصريِّين هم الذين علَّمُونا أنَّ الطبيعيَّ للعرب جميعاً هو حبُّ المُعيَّن.
فهتف بي صلاحٌ:
_ استحضرْ لنا قناة المنار نسمعْ خطابَ السيِّد.
فاتنا الخطاب. ولكنَّ المُذيعة سوسن حمزة اقتطفت لنا منه:
_ قال السيِّد حسن نصرالله إنَّ سامي شهاب هو من عمَّال مخازن الشادورات حقَّاً. لكنَّ مهمَّته ليست على شطِّ بحر الهوى، ولم يكُن يُراقب "لا أعرف مَن"- بحسب تعبير السيِّد- مؤكِّداً أنَّ الرجُلَ ما هو سوى عتَّالٍ كان ينقُل بعض الملابس إلى العاريات من نساء غزَّة. وأضاف السيِّد قائلاً: هذا كلُّ ذنبه!
تساءل صلاحٌ في عجَب:
_ كيف استطاع سامي شهاب نقلَ الملابس إلى الغزيَّات والخفرُ المصريُّون يسُدُّون معبر رفح بالجدران الفولاذيَّة- وهو المعبر الوحيد إلى قطاع غزَّة؟
فأجبتُه بلهجةٍ مرِحةٍ- سعيداً بالخبر:
_ في نفقٍ احتفره الفلسطينيُّون تحت المعبر - لإمداد مَشاغلهم السريَّة بالأقمشة اللازمة للخياطة اليدويَّة.
كانت رجاء مُستلقيةً في المغطس- وفي ظنِّنا أنَّها نائمة. فإذا بها تُتمتم بصوتٍ مُرتعش:
_ المُعيَّن تبرَّعَ بكيلوته لبنات غزَّة!
التفتنا إليها في إنكار. فألفيناها تضع يدَيها بين فخذيها- شأنُها كلَّما شعرت بخوف. سألتُها باهتمام:
_ بالجِدِّ تتكلَّمين!
وقال صلاح بإنكار:
_ ولكنَّك لم تُخبرينا بذلك.
فقالت كالمُعتذرة:
_ خلتُ الأمرَ تافهاً..
_ تافهاً؟
لكنِّي سألتُها برقَّة:
_ خبِّرينا يا رجاء كيف تبرَّع الزعيم بكيلوته؟ وعن أيِّ كيلوتٍ تتحدَّثين؟
مددتُ إصبعي فأخرستُ مذياع الحاسُوب.. فصارت شَفَتا حُسني مبارك تتحرَّكان من غير صوت. وقالت رجاء مُتبسِّمةً:
_ الكيلوت الأبيض المُطرَّز بالدَّنتلَّة حول الخصر والفخذين، والمنقوش بالزهور الصغيرة..
فصاح صلاحٌ في نفاد صبر:
_ قد عرفناه! فهلا أخبرتنا بالقصة.
فقالت رجاء وهي تضع راحتها على أذُنها تتَّقي صياحَ الشابِّ:
_ حسناً!.. (ثم سكتت بُرهةً عادت بعدها تقول بنبرةٍ هادئة).. كنتُ برفقة المُعيَّن في الضاحية عائدَين من ساعةٍ قضاها الزعيم مع زوجٍ له هناك من زواجٍ منقطع..
صدرت عن صلاح زمجرة.. إلا أنَّ رجاء واصلت قصَّتها قائلة:
_ صادفنا في شارع المعمورة بعضَ الشبَّان من الستَّارين يجمعون لنساء غزَّة وبناتها ما تجود به أنفُس السابلة من ملابس تحتيَّة. فأزاح المُعيَّن قماشة الكيلوت المُثلَّثة يتساءل عن سرِّ العجقة. فطالعته لوحةٌ إعلانيَّةٌ تُمثِّل فتاةً غزيَّةً في مُقتبل العمر قد مرَّغَت جسدَها العاري بالطين في مُحاولةٍ بدائيَّةٍ لستره عن عدسات المناظير الإسرائيليَّة. تأثَّر المُعيَّن للصورة- وما كان بوُسع أيِّ فَرجٍ به ذرَّةٌ من شرفٍ إلا أن يتأثَّر. واستجاب للطلب المطبوع على اللوحة:
"استُر عورةَ أخَواتِكَ في غزَّة تكبِتْ نفوسَ الزعران والمُتزعرِنين"
فأمرَني بأن أخلعَ عنه كيلوته وأضعَه في السَّلِّ البلَستيكيِّ المُخصَّص للتبرُّعات!
قلتُ مُعجَباً وأنا أعود إلى الحاسُوب:
_ ما أليقَ هذا التبرُّعَ بالمُعيَّن- ودأبُه الافتضاحُ في سبيل ستر عوراتنا!
عدتُ إلى قناة المصريَّة. فإذا هي تبُثُّ أغانيَ حماسيَّةً تُلهب بها شهوةَ المصريِّين لعزيزة. يُغنِّيها مُطرِب العمدة المُدلَّل عادل إمام في حشدٍ من المُصفِّقين:
يا صلاة الزين  صلاة الزين على عزيزة
يا صلاة الزين
عزيزة حلوة ومحلِّلها   ربّ القدرة
وكاسيها  القُطنيَّات والنَّيلُون
يا صلاة الزين على عزيزة يا صلاة الزين
ويقوم عادل إمام للكاميرا ببعضٍ من تكشيراتِه التي حبَّبته قديماً- قبل مُجاهرته بحُبِّ عزيزة- إلى قُلوب المُشاهدين في الوطن العربيِّ. ثم يُواصل الغناء وهو يُلوِّح بيديه- يُجاوبُه كورسٌ من الصعايدة المُجَلبَبين:
عُقبال العايزين  هيه!   عُقبال العايزين  هيه!
إجروا ورا عزيزة ستِّ الستَّات
عيشُوا بثبات   عيشُوا بنبات
لا  تجيبوا  اولاد  ولا بنات!
قال صلاحٌ مُعلِّقاً في امتعاض:
_ ما أوقحَه يُروِّج لسياسة العمدة وكمديفد وتحديد النَّسل..
استحضرتُ قناةَ الجزيرة التي كانت تنقُل حفلاً شعبيَّاً في الشارع المصريِّ يُحييه مُطربُ الشعب شعبُلَّة- شعبان عبد الرحيم يُغنِّي- مُعبِّراً عن الأصالة المصريَّة:
أنا بكره إسرائيل    سرداب وزنازين
وعلشان خاطر المُعيَّن   بحبِّ الفضَّاحين   هيه..
يرقُص شعبُلَّة مع الجماهير في الشارع وهو يُنقِّل خطواتِه برشاقةٍ تتناقضُ مع بدانته. ثم يُغنِّي مُخاطباً جمهورَ عزيزة:
يا واد بلاش بجاحة  وطلَّق عزيزة
واتجوِّز المُعيَّن   يجبلك عيِّلين  هيه..
ولعلعت الزَّغاريد. فقلتُ لرفيقيَّ في فرح:
_ لاحِظا احتشادَ النِّسوة المصريَّات في الشارع يُزغرِدنَ للمُعيَّن..
فقال صلاح مُستبشراً:
_ يتحدَّينَ نظامَ تحديد النَّسل. ما أشجعَهُنَّ! ألا يَخشَينَ غضبَ شيخ الخفَر؟ انظُر..
تدفَّق رجالُ الخفَر إلى الشارع.. ورُفِع نبُّوتٌ على الكاميرا. فانقطع البثُّ الحيُّ. ثم عادت الصورة بنا- كالهاربة- إلى استديُوهات الجزيرة.. فصاح صلاح غاضباً:
_ الجبناء يخافُون زغاريدَ النساء!
تساءلتُ:
_ ماذا تُراهم يفعلون بهنَّ؟
مددتُ يدي إلى الحاسُوب على الرفِّ. وقصدتُ على الشبكة العنكبوتيَّة موقع اليوتُيوب غير الخاضع للرقابة. فراعتنا المشاهدُ الحيَّة للفحُوص الفرجيَّة يُجريها حلاقونَ صعايدةٌ للنِّسوة المصريَّات المُتظاهرات..
شَهَقت رجاء:
_ يا لَلوحشيَّة!
تساءلتُ وأنا أُحملق في المشاهد الفاضحة:
_ لكن لماذا الفحوص الفرجيَّة؟
فقال صلاح وهو يُحملق بدوره:
_ ما أغربَ ذلك على أحباب عزيزة!
ثم تبيَّنَ لنا مكرُهم عندما استمعنا في تحقيقٍ بالجزيرة إلى شهادات أطبَّاء نسويِّينَ من أمثال عبد الحليم قنديل الذي قال مُتأسِّفاً:
_ إنَّهم يتحقَّقون من ختانهنَّ. ومَن لم يجدوها مختونةً ختنُوها!
نظر إليَّ صلاحٌ متسائلاً. فقلتُ له مُخمِّناً:
_ لا بُدَّ أنَّ ذلك من حملة الصعيد المصريِّ على المُعيَّن لمصلحة تحديد النسل إذ أنَّ الختانَ يقتل رغبةَ الفتاة في الزواج والإنجاب!
اكتفينا من أخبار أمِّ الدنيا.. وعُدنا إلى القنوات اللبنانيَّة.. هذا نجاح واكيم يقول لسعيد غُريِّب وهو يُشعل سيجارةً بين شفتيه:
_ ليست القضيَّة مراقبة عزيزة أو محاولة اغتيالها كما صرَّح بذلك حُسني مبارك.
يسأله سعيد بأناقةٍ في الصوت والكلمات:
_ فما القضيَّة؟
يَسحب نجاحٌ نفساً عميقاً من سيجارته. ثم ينفثُه وهو يقول مُضيِّقاً عينيه مُتطلِّعاً في حكمةٍ إلى مُضيفه:
_ العمدة حسني مبارك لا يريد إغضاب الإسرائيليِّين. ماشي؟
يسأله غريِّب:
_ وما الذي يُغضبهم؟
_ تهريب الأقمشة إلى غزَّة.. الأقمشة التي تخيطُ منها مشاغلُ إسماعيل هنيَّة السريَّة الملابسَ التحتيَّة للغزيَّات..
_ وماذا في إغضاب الإسرائيليِّين؟
يقول نجاحٌ وهو يُخمد عقبَ سيجارته في المنفضة:
_ الكلُّ يعرف أنَّ حُسني مبارك يرغبُ في ولدٍ يُورِّثه العُموديَّة. ماشي؟.. ولن يكون له هذا- في اعتقاده- إلا برضَى الإسرائيليِّين.
_ وما دخلُ الإسرائيليِّين؟
فأجاب نجاحٌ وهو يُشعل سيحارةً عاشرة:
_ يعتقد سي حُسني.. (وسحبَ نفَساً من سيجارته).. أنَّهم.. (ونفثه في الهواء).. سيسترِدُّون المُعيَّنَ من الستَّارين عمَّا قريب!
يسألُه سعيدٌ وهو يطرُد بكفِّه الدخانَ مُتقبِّضَ الوجه:
_ أليس أولى به أن يطلبه من اللبنانيِّين؟
هتف صلاحٌ من على حافَّة المغطس:
_ ومَن قال إنَّنا نقبل بمُصاهرة سي حُسني!
وهتفت رجاء باللهجة المصريَّة:
_ نجوم السَّما أقرب له من..
·    آه!
كانت هذه الحلقة18. تليها الحلقة19: عودة وليد جنبلاط إلى الطبيعة







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق