الاثنين، 13 يونيو 2011

الحلقة16: روائح حبيثةٌ تتسرَّب من مراحيض النادي الأمريكيِّ

·    سلامةُ شرفِ الستَّارينَ من الأذى كارثة!
_ ماذا تقولين؟
جاءني صوتُها من الحمَّام مُتهدِّجاً بالحياء:
·    اعذُرني يا جميل.. شممتُ رائحةً خبيثة!

إبرادلي مانِنج- أحد عمَّال التنظيف بالنادي الأمريكيِّ للتعرِّي، الإسطِرِبطيز- كان في المراحيض يفتح مجرًى مسدُوداً وفي يده السِّلكُ الفُولاذيُّ الطويلُ يروحُ به ويجيء في القسطل عندما اندفقت بغتةً مياهُ الصَّرف المُلوَّثة، واختنقَ الجوُّ بالروائح الخبيثة.
سدَّ الشابُّ أنفَه بمِرفقه مُتقبِّضَ الوجه قَرَفاً- كما نقلت عنه وسائلُ الإعلام. إلا أنَّ عبارةً خَطَرت في ذِهنه، حالما اشتمَّ تلك الرائحة، كأنَّما هي وسوسةُ شيطان:
_ إنِّي أُشدِّد على نَزع الشادُورات عن نساء الستَّارين تطبيقاً للقرار 1559 الصادرِ عن مجلس حقُوق النِّسوان- لكنَّني أشعُر بالقلق من تجاوُز الإسرائيليِّينَ حدودَ الأدبِ مع أولئك النِّسوة!
حرَّر ماننجُ أنفَه مُتسائلاً عمَّا تعنيه هذه العبارة. وعاد يتشمَّمُ في حذر. فخطرت له عبارةٌ ثانية:
_ أتمنَّى أن يُذِلَّ الإسرائيليُّون أنُوفَ الستَّارين وقد شرَّدُوا نساءهم من بيوتهنَّ في الجنوب والضاحية، ومزَّقوا ملابسَهنَّ التحتيَّة!
ثم خطرت عبارةٌ ثالثة:
_ هناك حاجةٌ لانتهاك مزيدٍ من النساء الجنوبيَّات حتَّى يقُلنَ: كفىَ، وينفَرِجْنَ عن المُعيَّن!
والعبارة:
_ امنحْني أيُّها الطبيب فِلِتمان حبَّةَ فياجرا. فأنكِحَ المُعيَّن!
ثم الأخرى:
_ هذه هي المشكلة معه: إنَّه يرغبُ في أن ينكحَ المُعيَّنَ حقَّاً. لكنْ ليس له رُكبتان. لذلك سيُنكحُ خليلاً الحفَّارَ إيَّاه- على فراش الزوجيَّة الشرعيِّ!
فالأخرى:
_ ينبغي للدرَّاجينَ الإسرائيليِّينَ ألا يرجعُوا إلى السِّرداب حتَّى يُفسِحُوا لدرَّاجات المِركافة مِرآباً في بنت جُبيل!
وتوالت على ذهن الشابِّ العباراتُ التي لم يُدرك لها سِياقاً فيفهمَ معناها- وهو يتشمَّمُ تلك الروائحَ الخبيثة حتَّى أُغمِيَ عليه!
ولمَّا استفاقَ على لطَماتِ رجال أمنِ النادي كتمَ أمرَ العبارات قائلاً وهو ينحني برأسه على ذراعه:
_ إنَّه الإرهاق.
ثم في خلال إجازته المرَضيَّة راسلَ مانِنجُ بالبريد الإلكترونيِّ صديقاً أستُراليَّاً يُدعى جُليان أسانج. فأخبرَه بما جرى معه طالباً منه التفسير:
_ هل تلك العباراتُ يا عزيزي جُليانُ نزغٌ من الشيطان؟
جُليانُ ذاك لم يكُن من المؤمنينَ بالغيب. بل كان من الفضَّاحينَ يَسعَى إلى فضح كلِّ ما تُحدثُه عزيزةُ أو أحبابُها في العالم، من غير لياقةٍ، خارجَ المراحيضِ المُخصَّصة لذلك. وبالجُرأة المُفترضة بالفضَّاح أيَّاً كان مذهبُه- نشرَ جُليان أسانج في موقعه ويكيلِكس، على الشبكة العنكبُوتيَّة، عدداً كبيراً من العبارات التي زوَّده بها عاملُ التنظيف الأمريكيُّ. فيما تولَّت جريدةُ الأخبار- المحسُوبة على حركتنا، جركةِ الفضَّاحينَ اللبنانيِّين، نشرَ العباراتِ التي خَطَرت في ذِهنِ ذلك الشابِّ إذِ اشتمَّ الخِراء اللبنانيَّ..
·    اللي بتقصِّر تنُّورة..
كانت هذه الحلقة16. تليها الحلقة17: المرأة اللبنانيَّة بين التنُّورة والشادُور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق