الثلاثاء، 31 مايو 2011

الحلقة13: باعة اللنجُريه الجوَّالون

·    جميل يا حبيبي!.. ألبسُ لكَ اللنجُريه؟
تقول المرأة من الحمَّام في عَبَث. فأُجيبُها بمرارة:
_ وعلامَ تلبسينَها؟
أشهَرُ العلامات التجاريَّة الإفرنسيَّة والأمريكيَّة: ماري إفرانس، شُنتال، سرُّ فكتوريا،.. عرَضَتها باقةٌ من المُوديلات الفاتنات في فُندق البِرِستُول- بحضُور كبارِ الباعةِ الجوَّالين من أمثال الباسم أبداً عمَّار حُوري- مُمثِّلاً رئيسَ الجمعيَّة ووكيلَ كلِّ تلك العلامات الشهيرة سعد الدين الحريريَّ، وصغارهم من أمثال المُتجهِّم أبداً سمير الجسر، والبينَ بينَ هادي حُبيش.

نقلت العرضَ نقلاً مُباشراً قناةُ المستقبل. ها هي القاعةُ غاصَّةٌ بالصبيان المُتحمِّسين الذين اقتعدُوا الكراسيَّ إزاء منصَّة العرض المُستطيلة السابحة بالأنوار الباهرة- يتطلَّعون إلى مُقدِّمة البرنامج، الخبيرة في المُوضة العالميَّة، هادية سنُّو.
ارتقَتْ هادية المنصَّة في فستانٍ مُثيرٍ هو آخرُ تصاميم دارِ مِعراب للأزياء الراقية. فوقفت وراء المنضدة الزجاجيَّة العالية. وأنشأت تقول بدلالها المعهود على اللبنانيَّات:
_ It's a must..
ثم انتقلت إلى العربيَّة تُكمل عبارتها:
_ أن تلبس اللبنانيَّة هذي اللنجُريه ال..
وعادت إلى الإنجليزيَّة تقول فاتحةً فاها المُحمَّرَ في غُنج:
_ sexy!
تحوَّلت الكاميرا إلى هادي حُبيش في مجلسه بالصفِّ الأوَّل وقد مدَّ إلى هادية سبَّابته يتساءل كالمُنذر:
_ تلبسُها تحتَ ثيابها تقصدين؟
خرج سميرٌ عن تجهُّمه. فضحك مُصفِّقاً كأنَّما يُهنِّئ زميله على نُكتةٍ مُوفَّقة. وازدادت ابتسامةُ عمَّارٍ اتِّساعاً. وهاديةُ أيضاً كَركَرتْ ضاحكةً. أمَّا الصبيان فهَمهمُوا في إنكار. وما لبثت هادية أن قطَّبت حاجبَيها كالغاضبة وهي تقول:
_ يا لبنانيَّات.. اللنجُريه هي الموضة اليوم. وليس الافتضاح الذي يدعُو له جميل وصحبُه من حركة الفضَّاحين.. (وضَعَت هاديةُ راحتَها على فمها تدليلاً على شعُورها بالحياء الشديد.. فانتقلت الكاميرا إلى وجه سمير الجسر الذي عاوده التجهُّم، ثم إلى وجه عمَّار حُوري وقد غاضت ابتسامتُه واحمرَّ وجهُه غضباً وقلِقَ في مجلسه يرُوم الكلامَ. فقالت هادية تُقدِّمُه).. نسمع الآن كلمة جمعيَّة الباعة الجوَّالين يُلقيها الناطق باسمها..
قام عمَّارٌ يُزرِّر جاكتَّته الزرقاء. فصعد إلى المنصَّة وسْطَ تصفيقٍ فاترٍ لم تلِنْ له قَسَماتُه- بخلاف العادة. فكَّ المذياعَ الذي كان مُثبَّتاً بالمنضدة. ورفعه إلى فيه وجعل يصيح:
_ إنَّ دعوة مَن يُسمَّى المُعيَّنَ أو ناهداً وكاعباً إلى افتضاح نُظرائهم لدَى نسائنا إنَّما هو استغلالٌ لأعضاء المرأة الحميمة لغاياتٍ سياسيَّة مشبوهة، معروفة الارتباطات الخارجيَّة.. (توقَّف عمَّارٌ مُتبسِّماً ينتظر من الجمهور تصفيقاً. لكن لم يُسمَع في القاعة سوى الهمهمة. فأضاف الرجُل).. هذا ابتذالٌ مرفوض.. (الهمهمة الإنكاريَّة تعلو. لكنَّ عمَّاراً واصل يقول مُتهكِّماً على حركة الفضَّاحين).. "مُواجهة الوقاحة" قالوا. هم الوقحون!.. (لا تصفيق).. ويقولون "الافتضاح يُحرج الوقحين". نقول لهم: الافتضاح لا يُحرج إلا أصحابَه.. (لا تصفيق).. نحن في الجمعيَّة شعارُنا: سترُ الحمامات أحلى. ولدينا لكلِّ حمامة قطعةُ اللنجُريه التي تُناسبُها، واصلةً لبيت الزبونة.. فلتنضبَّ أثداءُ اللبنانيَّات في السُّتيانات، وفُروجُهنَّ في الكيلوتات.. 
ويبدو أنَّ جمهور الصبيان خشِيَ أن تطول كلمةُ عمَّارٍ إذ جعل يهتفُ مُستعجلاً العرضَ:
_ مُوديلات.. مُوديلات..   
فتمدَّدت شفتا عمَّارٍ الحُوريِّ بابتسامته الواسعة المُتملِّقة. ثم استدرك قائلاً في..
·    جميل.. يا جميل!
كانت هذه الحلقة13. تليها الحلقة14: المُحقِّقون في العيادة النسائيَّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق